خــــارج الجهات السـت
الفراغ والبطالة من مصادر النكـــد ومن مفسدات الحياة الطيبة ...
حين يظل الإنســـان عاطلاً عن العمل فترة طويلة ، فإن أحواله
المادية تصبـــح قلقــــة ، وربما وقـــع في حـــرج شديد
من العيش ، وتصبح الحياة بالنسبة إليه عبارة عن وحدات
زمانية يجب التخلص منها بأقل قدر ممكن من المعاناة .
ليست مشكلة البطالة محصورة في فقد المرء لمصدر قوته وقوت عياله ، وإنما يتولد عنها آثار نفسية واجتماعيــة
وسلوكية خطيرة ، فحيـــن يجلس المرء مـــدة طويلة من غير عمل فإن ارتكاسات كريهة تصيب شخصيته
بوصفه إنساناً ....
ويمكن أن يفسد احترامه لنفســـه وثقته بذاته ، هذا إذا لم تؤدِ البطالة على انهيار حياته الأسرية ..
هذا كله في كفـــه ، وإمكان انغماسـه في اللهو مع قرناء السوء وإمكان إدمانه المخـــدرات في كفه أخرى .
وحين يحدث ذلك فإن العاطل عن العمل يكون أقرب إلى المعوّق والمشــــــوّه ...
وقد صدق من قال : إن البطالة أم المعائـــــب ...
في دورة الحياة تكون حياتنا موزعة على حلقات متناوبة من العمل والفراغ والجد والهزل و التعب والراحــة والاخذ والعطاء والتأثير والتأثر ...
أما في حالة البطالة فإن المرء يعيش في فراغ يحده من جهاته الست ، وآنذاك فلا بـــد أن تفقد الحياة
طعمها الحقيقي ....