المهاجر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المهاجر

ثقافي اجتماعي شامل كل الميولات للجميع دون تحديد اي فئة


    معوقات القراءة

    عيووون الحب
    عيووون الحب


    عدد المساهمات : 182
    تاريخ التسجيل : 13/09/2011

    معوقات القراءة  Empty معوقات القراءة

    مُساهمة من طرف عيووون الحب الثلاثاء سبتمبر 20, 2011 3:51 am

    بسم الله الرحمن الرحيم :

    أتابع معكم موضوعنا عن القراءة و أهميتها و تعمدت أن أجعل بين الموضوعين فترة زمنية جيدة و حتى موضوعي لماذا نقرأ لم يحصل على الكثير من الاهتمام بسبب تهرب الكثيرين من مجرد التفكير بالقراءة و هذا يعني أن المشكلة كبيرة و متفاقمة داخل المجتمع العربي

    و سؤالي اليوم عكس السؤال الماضي و هو :

    لماذا لا نقرأ ؟؟؟؟؟؟

    ما هي المعوقات التي تمنعنا من القراءة ؟؟؟ و لماذا تهربنا حتى من قراءة موضوع لماذا نقرأ ؟؟

    لماذا صارت فكرة القراءة أمراً مزعجا نتهرب منه ؟

    سأتكلم اليوم عن معوقات القراءة في الجزء الثاني من موضوعي عن القراءة و أهميتها في حياتنا


    معوقات القراءة :

    1- عدم إدراكنا لأهمية القراءة و التي تكلمت عنها في موضوعي الأول فعندما تجهل فوائد شيء ما فلن تهتم به و لن تفكر فيه و ما تكلمنا عنه من فوائد القراءة برأيي جدير بأن نبدأ بالوعي و أن نعيد حساباتنا في أولويات حياتنا ، و ربما هذا الأمر سبب في الكثير من مواطن الضعف فينا ، فنحن نجهل أهمية الكثير من الأمور التي عرفها غيرنا و لم نعرفها ، جهلنا بأهمية التعليم و جهلنا بأهمية الإعلام و جهلنا بأهمية الرياضة و الزراعة و التجارة و الصناعة و كثير من الأساسيات عند غيرنا و الثانويات عندنا مع الأسف




    2- الكسل و دنو الهمة : فقراءة كتاب ما تستوجب تركيزا كاملا و تفرغا من روتين الحياة و نفوسنا مع الأسف اعتادت الكسل و فترت همتها ففي الماضي كان العلماء يسافرون بحثا عن كتاب سمعوا به بينما نحن نستطيع عبر الإنترنت مثلا أن نتصفح عدة كتب بسهولة و يسر و ربما هذه السهولة جعلتنا كسالى نبحث عن الوجبات السريعة الجاهزة حتى لعقولنا




    3- وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و برغم أهميتها التي لا شك فيها لكنها بمجملها لا تقدم الفكر المتكامل مطلقا و لا تغني عن الكتب أبدا ، فمعظم البرامج التي نشاهدها إما تجارية الهدف و المضمون و هدفها جذب المشاهد فقط لا غير دون الاكتراث بنوعية المادة التي تقدمها للمشاهد ، أو ترفيهية هدفها التسلية و الإمتاع فقط لا غير أو مشبوهة هدفها تغيير القيم و المفاهيم و تشويه صورة المجتمع العربي و إظهار الغرب بمظهر البطل و المتطور و المنفتح و هذا يشكل خطرا كبيرا على شباب الأمة و يحولهم إلى جهتين متفلتة لا تراعي أدبا و لا دينا و لا خلقا أو متطرفة عنيفة تكفر الناس و تحول الجميع إلى أعداء

    كما أن هذه الوسائل تشجع على الكسل و الخمول و توهم الناس بأنها تغني عن القراءة




    4- الصحف و المجلات و الكتيبات الصغيرة المختصرة التي عودت الناس على الثقافة المعلبة السريعة و جعلت قراءة الكتب أمرا صعبا و مملا و متعبا في نظر الكثيرين و لو سألت أي شاب عن آخر كتاب قرأه فتأكد أنه سيعطيك اسم أحد هذه الكتيبات المختزلة و المختصرة ليس أكثر



    5- عدم العناية بتنظيم الوقت : فتنظيم الوقت يتيح المجال للمطالعة لكن معظمنا لا نسير وفق برنامج محدد و لا ننظم وقتنا و نضيع الكثير من الوقت بلا هدف أو فائدة و حتى أوقات الفراغ نضيعها في اللعب و متابعة التلفاز و النوم




    6- المعوقات المادية فالكثيرون لا يملكون ما يكفي لشراء الكتب و لو كانت رخيصة الثمن فالسعي وراء لقمة العيش يأخذ كل تفكيرهم ووقتهم و بالكاد يتمكنون من تأمين أساسيات الحياة و الأسرة




    7- المناهج التعليمية غير الموضوعية و التي تكثف المعلومات و تعتمد على العلم النظري و الحفظ الصم دون اهتمام و لا حب للكتاب مما يجعل الكثيرين يكرهون الكتب بسبب معاناتهم منها أيام الدراسة و الجدير ذكره أنه في الغرب هناك فترة مخصصة للمطالعة من خارج المنهاج كل فترة و يطالب كل تلميذ بتقديم ملخص واف عن كتاب قرأه مؤخرا و هذا يحفز الذهن على الاستمرار في المطالعة لتصير عادة يومية تبدأ منذ الصغر و تخصص حوافز تشجيعية و منح و مكافآت لكل من يقرأ كتاباً



    8- غياب القدوة : ففي الماضي كان هناك عظماء و قراء يقتدى بهم
    فالحافظ ابن حجر العسقلاني مثلا يروى عنه أنه قرأ خلال شهرين أو ثلاثة ما يزيد عن مئة ألف كتاب و كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية و شيخ الإسلام ابن القيم و ابن الجوزي الذي لم يكن يطيق أن يرى كتاباً لم يقرأه من قبل و كان الأستاذ علي الطنطاوي أحد العلماء المعاصرين يقرأ لمدة عشر ساعات في اليوم الواحد

    و كان الجاحظ إذا وقعت عينه على كتاب قرأه من بدايته لنهايته

    أما اليوم فقد اختلفت القدوات و صار الشباب يقتدون بالفنانين التافهين و لاعبي كرة القدم و لا يعرفون عن تاريخ و علماء أمتهم شيئا و لا حول و لا قوة إلا بالله

    كانت هذه محاولة للوقوف عند معوقات القراءة فعندما نعرف مواطن الضعف سنسعى إلى تغييرها

    و إلى اللقاء مع الجزء الثالث و سيكون بعنوان (( لمن نقرأ )) فكونوا معي و أتمنى أن نهتم بالمواضيع الثقافية أكثر و أتمنى أن أعرف أفكاركم و آراءكم في تلك المسألة المهمة


    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 2:25 pm